ثارت زوبعة… حركت من ورائها قصة وأسطورة… اعتصرت من خلفها ألما وحيرة… تسارعت وسائل الإعلام لنقل الوقائع… واهتزت وسائل التواصل الاجتماعي بتعازي وتنديدات… وبإشاعات وتأويلات…

كل ما حدث هناك… وكل ما قيل… لم يكن ليحدث أو ليقال عبثا… فحكمة الله أعلى من ذلك… وإذا نزل القضاء ضاق الفضاء… فلا راد لقضاء الله… ولا معقب لحكمه…

حضر المشيعون الجنازة وفي قلوبهم حسرة… وفي أعينهم دمعة… الشهيد أفضى لربه ملاكا… فلا حزن عليه… الحزن على وطن تستباح فيه الأرواح… الحزن على إنسان فقد وعيه… فقد وجهته… فقد ظله… فقد رشده… فصار يقول أي شيء… ويفعل أي شيء…

صارت القضية مطية للراشدين كي يصححوا ويعيدوا ترتيب أوراقهم… وكانت القضية أيضا فخا للمهزوزين إيمانا لينفثوا سموما ويحللوا ويتوعدوا ويهووا بصبيانية تفكيرهم سحيقا… وهكذا اختبارات الحياة…

حقا زاد حترامي لك أبا محمد… فقد علمتني بصمت معنى الشهامة… ورأيت فيك رجولة وقوة وجلدا… ما كنت لأتصرف مثلك لو كنت مكانك… فلست الذي يقوى على حمل تلك الجبال من الصبر مثلك… فطوبى لك…

ولك أم محمد… فصبر جميل والله المستعان… البركة فيمن لديك من أبنائك… والله هو الرزاق ذو القوة المتين…

ستطوى الصفحة… وتدخل المحنة سجل التاريخ… ونفس محمد ارتقت لبارئها ناصعة نقية… فماذا عنا نحن؟؟!

في الموضوع مقالة للدكتور محمد باباعمي بعنوان: أيها الذبيح الصاعد … بشرى