لازلت أكتب وأناقش وأتحاور مع من أرى فيهم أهلا للحوار ولو اختلفت وجهات نظرنا بشكل متناقض ما بين مؤيد ومعارض، إلا أني توقفت عن النشر والتفاعل في صفحتي على فيسبوك في هذه القضية الكبيرة على عقول بعض العناصر..

عناصر كنت أرى فيها إلى وقت قريب نوعا من الفهم ومستوى من الإدراك ونصيبا من الوعي.. بينما افتجأت من حجم الجبن فيهم.. وقمة السطحية في تعليقاتهم.. ومدى الغباء في تدخلاتهم.. وحتى الحقد ممن يخرج كل جمعة أو ثلاثاء أو يرفض خيار الانتخابات..

خاب أملي فيهم وهم يصفون الحراك بالزوبعة، وينعتون من يراه حلا بالمغفلين والسذج والمغرر بهم، ولا يعدو الأمر لديهم سوى أنه عبث وضجيج.. ومن جهة أخرى يعيشون وضعا بائسا في قراهم الكئيبة البعيدة.. وواقعا مرا في أحيائهم الموبوءة.. يسبحون بحمد زعيمهم المخلص المفدى.. ينتظرون ذلك اليوم الذي سيطلق دباباته وذبابه على ساحات الحراك.. هنالك تتحقق أمانيهم وتصدق توقعاتهم كما تخيلوها وأكثر..

هؤلاء لهم أشباههم في التاريخ، ولنا عبرة من مآلهم ومصيرهم، فهم سيتسللون خفية إلى صفوف المنتصر في الأخير مهما كان، ليحملوا رشاشاتهم الورقية دفاعا عنه مع إنكار ما قالوا رغم توفر ال VAR.. وإما الدخول في تبريرات ومراوغات لا غنى للوطن منها..

لم أكن أتوقع أني سأسترسل وأكتب عنهم كل هذا، وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تفصح عنه أقلامهم أكبر، فعوض أن يوجهوا سهامهم نحو من انحدر بالوطن لهذه الحالة المزرية، إلا أن انعدام الرؤية أمامهم يملي عليهم تقبل وضعهم البائس، وإبراز بطولاتهم في وجه إخوانهم من الشعب المقهور.. بل تعدى الأمر إلى التشفي وتمني عودة الأمور لما كانت عليه قبل أشهر..

لن أكتب هنا عن الحراك، مادامت الرداءة تسيطر على المشهد، مادامت الصلاة على الأرصفة، مادامت الدموع أمام الأضرحة، مادامت الشعارات نفسها، والوعود نفسها.. ومادام هناك من يصدق ويتمنى وينتظر.. لا أملك حلا غير ما قلت فلا تسألني عنه رجاء..