الانتخابات.. الحراك.. الهجرة.. الهوية.. وغيرها من الأسئلة الكبرى التي تموج بها الساحة السياسية وحتى الاجتماعية هذه الأيام..
الحقيقة أن الرأي فيما سبق ذكره لم يعد مجديا، والوصف ليس حلا، والتنظير لا نفع يرجى منه.. مادام ذلك الإنسان بعيدا عن الممارسة، والاحتكاك المباشر، والتفاعل الميداني..
كثيرة هي القضايا السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية التي تفرض نفسها في أرض الواقع، بينما يملأ بها الكثير المجالس والمنصات الافتراضية ضجيجا وصداعا، دون أن يحركوا فيها ولا يؤثروا في حركتها شيئا، هي تسير كما يراد لها وفقط..
هل يعني هذا أن نصمت ونتجاهل ما نراه مصيرا، ونتصوره منعرجا، ونعتبرها أحداثا تهمنا من قريب وترهن حاضرنا ومستقبلنا بشكل مباشر؟
نحن هنا أمام ثلاث خيارات.. إما أن نقتحم الميدان ونتفاعل إيجابيا ونتحمل مسؤوليتنا في ذلك، ونستعد لكل مقاومة وأذى ممن معنا أو خلفنا أو أمامنا، وهنا سنكتشف أن الواقع غير ما نتخيل، فنضطر لتعديل الكثير من القناعات واعتماد العديد من المراجعات، واتخاذ مسارات متزنة أكثر، وحذرة متحفظة بشكل أكبر.
وإما أن ننصت للخبراء الفعالين نحاورهم ونناقشهم بتواضع ولطف، ونتجاوز المتعالمين ونتجاهلهم بحزم.. نركز أكثر على دوائر التأثير التي كلفنا بها، وقائمة مهامنا الطويلة، ولائحة التزاماتنا وأعمالنا الكثيرة التي تشكو تقصيرنا وقلة تدبيرنا وحكمتنا فيها..
وإما أن نتجاهل كل ما قيل ونفعل ما يحلو لنا.. وفي كل.. ستستمر الحياة ولا تبكي لبكائنا.. ولا تحزن لحزننا..
لا يحق لأحد أن يتحدث ويكتب وحتى يترشح لمنصب مهما كان.. إذا كان فاشلا في ترتيب فراشه وتنظيم غرفته!