عندما بدأنا نتصفح مواقع الأنترنت ونخوض غمارها المترامية، كان يبدو لنا من أول وهلة أن هناك فريقين من البشر أحدها بنشر مادة علمية في الأنترنت والآخر يستهلكها بالمطالعة والاستفادة، وطبعا لن نكون إلا من الفريق الثاني، ولم نكن نتصور – أو غالبيتنا – أننا يمكن المساهمة في محتوى الموقع على الأقل في بادئ الأمر.
وعندما نقول المساهمة في محتوى الموقع فليس فقط أن ندخل موقعا ونطالع مقالة ثم نعلق عليها أو نعقب في الخدمة الموفرة لذلك، ولكن أقصد هنا إنشاء موقع قائم بحد ذاته أو المشاركة في مواقع جاهزة بمقالات ومشاركة معلومات وتبادلها مع من يتصفحها، فمن هنا نعلم أن الأنترنت أخذ وعطاء، أو بالأحرى من الأحسن أن نقول عطاء وأخذ.
يتساءل الكثيرون عن جدوى إنشاء موقع، فيتخيلون تلك المؤسسة الإعلامية التي توظف مئات الأشخاص وتسير موقعا ضخما برمجة وتصميما، وكونه مسايرا للأحداث لحظة بلحظة، هذا أمر جميل وصعب المنال حقا، لكن نقصد فقط ما يسمى بالمدونة، والأمر أبسط كثيرا مما نتصور، وهي أنظمة محضرة مسبقا من تقنيين ننصبها بأنفسنا أو بالاستعانة بأصحاب التخصص وما أكثرهم، ثم البحث عن استضافة مجانية أو مدفوعة مع مساحة معينة والخيار لأسباب كثيرة سنبينها لاحقا، ثم البدء بالتدوين وما أكثر مجالاته وأنواعه.
يتساءل آخرون كذلك عن الفرق بين المدونة والموقع، فنقول: هناك فروق كثيرة وجوهرية كما أن هناك تداخلا وأوجه تشابه، فنحن سنركز على الاختلافات ونوضح بعض المفاهيم. المدونة لا يكون الاهتمام منصبا كثيرا على البرمجة والجانب التقني بقدر الموقع ولكن يكفي أن يكون هناك مظهر لائق يساعد القارئ على قراءة المحتوى بأريحية.
وكذلك صفحة خاصة بصاحبها ليدرج مقالاته بكل سهولة. المدونة بسيطة في الصفحة الرئيسة وتعتمد على إضافات التواصل مع المدون أكثر مع بدايات للإدراجات والمقالات على غرار الموقع الذي نجده يقدم خدمات أكثر ويأخذ جانبا الاهتمام بالصفحة الرئيسية أكثر. المدونة غالبا ما يكون تسييرها شخصي سواء واحد أو أكثر أما الموقع فيأخذ طابع المؤسسة ويتبع لهيئة عموما. هذه بعض الفروق وتوجد غيرها لنبين بعض اللبس الواقع أحيانا في المصطلحات، فإذا كنت شخصا تريد أن يكون لك مكان وحيز في بحر النت فاعلم أنك أقرب للمدونة منك إلى الموقع.
نأتي الآن لقضية حجز الاسم والمساحة، وهنا نذكر ما نلاقيه مرارا عند تجولنا في مواقع النت من إشهار ودعاية للاستضافات المجانية والمدفوعة والقريبة من المجانية !! وقد ذكرنا سابقا أن المدفوعة أفضل بكثير من المجانية لأسباب منها كون المدفوعة تكون ملكا كاملا لصاحبها بينما المجانية تشترط الشركة المستضيفة أن تستحوذ على أهم مساحات الصفحات لعرض إشهارات التي تتنافى عادة مع أخلاقنا وتفكيرنا.
وكذلك لا ننسى أن المدفوعة توفر التحكم في اسم الموقع أو المدونة بعبارة: www.myname.com وهذا ما يضفي احترافية أكثر ويمكن من استغلال عدة خيارات توفرها محركات البحث في الأنترنت وبعض المواقع. لكن ننصح المبتدئين بإنشاء مدونة مجانية أول الأمر بالاستعانة بمواقع استضافة المدونات المشهورة ثم مع الوقت يتم إنشاء مدونة محترفة مدفوعة المساحة والاسم.
نواصل في المقال المقبل مع نصائح لتسيير مدونة شخصية ببعض المهارات البسيطة فتابعونا. وأرسلوا استفساراتكم وانشغالاتكم حول الموضوع.
التدوينة منشورة أيضا في موقع ميديا فيكوس أيضا
Comment (1)
[…] بواسطة جابر تحت مقالات في ميديا فيكوس كان الحديث في التدوينة السابقة عن مفهوم المدونة ومعنى المشاركة في محتوى الأنترنت […]