الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، لا أدري إن كان ما جمعته هنا من آراء ومقالات بلغة عربية ترقى لتصنّف مع الكتابات التي يستحق صاحبها لقب المدوّن أو المؤلف أو الباحث! الله أعلم، المهم أنني بلغة الأرقام قد بلغت 100 مقالة، مع عام كامل من الثرثرة الإلكترونية!

في بداية الأمر كانت لي محاولات تدوين خفية في مدونات مجانية هنا وهناك، وفي كل مرة أكتب إلا وأجد قلمي شحيحا، وعقلي جافا، فكانت تلك مرحلة الترويض كما اعتبرتها، إلى أن عزمت على حجز مدونة محترفة (بالمصطلح التدويني) أردت أن أكتب فيها بانتظام ما أفيد به غيري مما علّمني ويعلّمني ربي عز وجل وفي حقيقة الأمر فإني أفيد نفسي أولا، آمنا أن الكتابة لم تكن أبدا حكرا على من سبق اسمه حرف الدال أو الألف أو كلاهما، كما جرت العادة على الأقل في بيئتي، وكما سارت الاعتقادات والتصورات في محيطي، خضت تجربة كلها تحديات من جهة المعلومات والأفكار الغريبة في نظر البعض!، وأنا الذي أحب التحدي وأستمتع بالعمل في ظروفه وتحت ضغطه وجبروته.

نعم فالتحدي غذاء الإنجاز، ووقوده كما أنه مبرر للاحتفاء والاحساس بالفخر، لا أحس بالفخر لكوني بلغت أرقاما معينة في مدونتي المتواضعة، فهناك من فاتني بأعوام، وسبقني بعشرات أو مئات المقالات، إنما أفتخر بيني وبين نفسي بكل إنجاز قمت به بفضل الله، وحدي أو بغيري، شابته لحظات من التحدي، فاللهم اجعلنا ممن يعملون ويحسنون.

هذه المقالة أردتها شكرا لله أولا، ولكل من ساعدني يوما بفكرة، أو رأي، أو دعم بنشر المدونة واقعيا أو إلكترونيا سواء بالإشارة لها في مقال أو منشور أو “تغريدة تويتر”، أو نصْحه لصديق له بالاطلاع عليها، كما أشكر جزيل الشكر كل من حمل نفسه على متابعتي وتشجيعي عند نشر كل جديد، وكذا من كانت له تعقيبات على محتوى المقالات، ولا أنسى من تذكرني في حوارات ومداخلات نشرت في الصحافة الوطنية والعالمية، وكذا من دعاني للقاءات ودية منها ما حضرت ومنها ما اعتذرت عنها! فكفى أن التجربة جعلتني أتعرف على أصدقاء أعتزّ بصداقتهم وأدعو الله لهم التوفيق والنجاح في مساعيهم وبلوغ آمالهم.

ككاتب في عامي الأول افتقرت للخبرة – ولا أزال – فقد كانت لدي عدة طموحات وبرامج أردتها أن تتجسد معا، فمن الناحية الفنية أردتها تحفة، ومن جانب المحتوى عملت لتكون كنزا ومرجعا، ففي هذين السبيلين سأبقى مجتهدا لأبلغ فيهما مبلغا بعيدا، مع ما ينبغي أن أذكره هنا فقد أجريت دورة تدريبية حول الصحافة الإلكترونية في مركز الجزيرة للتدريب والتطوير، حيث كان لمهارات التدوين فيها نسبة معتبرة جعلتني أستفيد أكثر.

أعتذر لفئة أخرى ربما لم تجد ضالتها في هذه المدونة، فمنهم من خالفته رؤاه وعارضته آراءه، ومنهم من خيّبت آماله فلم يجدب فعليا هنا ما كان يسمع عن المدونة من قبل، لكل هؤلاء أقول: نصيحتكم أغلى ما عندي، فرحم الله من أهدى إليّ عيوبي، فإن أحببتموني في الله، فصحّحوا زلاتي، وأرشدوا صاحبكم للصواب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنصح كل معتدّ برأيه لطبع متأصّل فيه، أو لقصر نظر له في قضية ما، أن يواصل الاطّلاع على ما يكتب غيره، ذلك كفيل بتصحيح مساره وتهذيب عقله وتوسيع مداركه، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية والإنسان في تعلم مادامت دقات قلبه في نشاط.

أما عن ما سيأتي لاحقا، فسأحاول الكتابة في “إدارة الأعمال” ناقلا تجاربي المتواضعة، ومقارنا وناصحا، كما أحاول مضاعفة الجهد في الحديث حول “الكتب” التي أطالعها كل مرة، وبالنسبة للمشاريع التي يطلب علي أصحابها الكتابة عنها فكذلك سأنحو هذا النحو، ولي مقالة طور الإنجاز لمشروع طموح أنشرها عن قريب، أما عن التأليف فلي مشروع بدأت تتضح معالمه وسأبث فيه خلال العام بإذن الله، لا أضيف تفاصيل أكثر فلكل حادثة حديث…

سياسة الإعلانات في المدونة ستشهد بعض التغيرات، وسأتوجه أكثر لما من شأنه دعم المدونة ماديا ومعنويا، فالقضية محل بحث من خلال تجارب من سبقني، وسأعلن عن كل جديد في حينه إن شاء الله، (شكرا جزيلا لكل من كانت لي معه تبادلات إعلانية).

المدونة بالأرقام:

  • عدد المقالات المنشورة إلى 10 أوت 2011: 100 مقالة.
  • مصادر قرّاء المدونة حسب أول 10 دول: 1- الجزائر، 2- المملكة العربية السعودية، 3- المغرب، 4- مصر، 5- فرنسا، 6- الأردن، 7- فلسطين، 8- الإمارات العربية المتحدة، 9- سلطنة عمان، 10- قطر.
  • العدد الإجمالي للدول التي تمت الزيارة منها: 88 دولة.
  • البيج رنك: 3/10

في الأخير: اعتبر لو كانت “مدونة جابر” ملكك، ماذا كنت ستُحدث فيها بعد مسيرة عام؟