موجز الأفكار… طريقة جديدة أعتمدها في المدونة على منوال النشرات الإعلامية الموجزة، إذ أتناول خمسة محاور في مقالة واحدة بشكل مختصر شهريا، كتجديد وتنويع لمضمون المدونة، فليست كل القضايا تحتاج التفصيل، ولا كل الأفكار تستلزم البسط المطول.
- 1) عيد الأضحى، أفراح ومآسي:
رحمك الله عبد العزيز… ورحم زهراتك الثلاث
مرت مناسبة عيد الأضحى المبارك من أيام بحلوها ومرها، أما ما هو جميل فذلك اللقاء العائلي الذي لا نحظى به إلا نادرا خلال العام، فكتب الله لنا بفضله ومنته أوقاتا جميلة ولحظات تبقى خالدة، من ذكريات طيبة ميزت تلك الجموع من المسلمين مستبشرين متجاوزين لأحزانهم وما تركته صعاب الحياة على محياهم، فتناسوا كل ذلك وراحوا يعيشون وإخوانهم بقلوب صافية ونفوس نقية شعيرة من شعائر الله ندعو الله القبول والإخلاص.
أما ما نغص من المناسبة ما كتب الله من وفاة صديق عزيز علينا وثلاث من بناته في حادث مرور صادم مفجع، لا زالت زوجته وبنته الكبرى في المستشفى تعانيان من آثار الصدمة، فحوادث المرور التي ما فتئت تحصد الأرواح بشكل لافت مؤخرا، صارت أمرا واقعا ومرا نسأل الله السلامة في حلنا وترحالنا.
تعازي الخالصة في وفاة العزيز عبد العزيز وبناته لأسرته الكريمة وكل حبيب لديه، فكان رجل صدق طيب الخلق ممن يألف ويؤلف، فاللهم تغمده برحماتك وأسكنه وبناته فسيح جناتك وألحقنا بهم وبالصالحين يا أرحم الراحمين.
——————————————————————————-
- 2) إعصار ساندي وإعصار العقول!
يركز العالم أنظاره هذه الأيام صوب أمريكا، إذ كتب الله أن يضربها إعصار أطلقوا عليه اسم: “ساندي – Sandy” أتى على الأخضر واليابس -ولا يزال-، وأجهز على مدينة نيويورك الشهيرة موطن الحضارة الغربية المزدهرة، فلم تقصّر وسائل الإعلام كل حسب نيتها وخلفيتها وطريقتها من تغطيتها للحدث، قبل وأثناء وحتى بعد طبعا، ومن بين وسائل إعلام العصر ما يعبّر به الناس من آراء وقناعات وتحليلات في شبكات التواصل الاجتماعي، وهنا العجب العجاب، إبداعات وخرافات، سمو وسقوط حر هنا وهناك، شماتة وتشفّ من هذا وذاك، صور منسوخة من أغلفة أفلام نشروها على كونها من الكارثة، جهل وتخلف وسذاجة… لا لشيء سوى لأن الإعصار في أمريكا.
أمريكا التي دوختهم وأقضت مضجعهم، لم يجدوا لها من سبيل لتحقيق نشوة نصر مزيف عليها إلا الركوب فوق موجة إعصار لم تكن لهم ذرة سبب فيه، وكأنهم أمنوا مصائب الدهر، ووصلوا لأعلى درجات التقوى والحضارة، وقاموا بكل واجباتهم تجاه أنفسهم ومن حولهم وتجاه خالقهم عز وجل، فأمريكا التي يفرحون لنكبتها الآن هي التي تأوي أقارب وإخوانا لهم في الدين، وحتى بشرا لم يكن ذنبهم بعدم إسلامهم في يدهم فقط، فمسلم هذا الزمان لم يقم بدوره على أكمل وجه حتى يستوجب هداية الخلق حوله، بل أساء ولا يزال… وأصابه إعصار في عقله لم يفق بعد من هول ما فيه من حضيض وخضوع!
على الأقل فلنتابع الأحداث بعين المعتبر، ولنقر بقوتهم في تسيير الأزمة وإتيان أسباب الاحتياطات بشكل رهيب، فالعلوم التي وصلوا إليها لم تذهب سدى، وقوانين الله وسننه في الحياة لن تتبدل، أتصور الكارثة حلت بدولة متخلفة عربية ما الذي سيحصل حينها؟ عودوا قليلا للوراء واستقلاؤوا الأحداث، من بعض الفياضانات في جدة إلى قطرات ماء في الجزائر تودي بالعشرات وتعلن لأجلها حالة الخطر والتأهب القصوى بعد فوات الأوان!
أقول لهؤلاء اتقوا الله واعتبروا، فلستم بمنأى عن هذه المصائب…
——————————————————————————-
- 3) نوام البرلمان… أميون يقودون أمة:
مر علي مقطع فيديو يظهر فيه استجواب لقناة النهار الجزائرية أجراه صحفي داخل مبنى البرلمان، إذ سأل النواب عن آخر كتاب قرأوه، ظنا منه ربما أن سؤال: ّهل تطالع الكتب أصلا؟” أمرا مفروغا منه، لكن خاب ظنه وظننا، فالأغلبية الساحقة من هؤلاء “النوام” يردون بكل ثقة وجدارة عن كونهم ليسوا ممن يقرأ، وآخرون احتموا بالقرآن الكريم، ومتى كان القرآن مجرد كتاب مطالعة؟!
الظاهر من هذا أن هؤلاء في واد وما يحدث في العالم في واد آخر، ووجودهم هناك خطر على أنفسهم قبل أن يكون استهزاء بعقول الناس ووطنهم، كيف لهؤلاء أن يحلوا المشاكل ويقرروا النظم ويسنوا القوانين؟ وما ذنب شعب حين يتهم بكونه لا يقرأ إن كان من يمثلونه لا جهلاء لا يدرون ولا يدرون أنهم لا يدرون؟
لا نلوم من صوّت عليهم ووثق فيهم فنظام السباق كان يقتضي أن يصل لتلك المهزلة أمثال هؤلاء إلا من رحم ربي، وليتهم استتروا إذ ابتلوا بالجهل، ولكن ما عساي إلا أن أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله!!
——————————————————————————-
- 4) كتاب حكمة ستيف جوبز التجارية:
آخر كتاب قرأته منذ أيام بعنوان: حكمة ستيف جوبز التجارية، جمع فيه المؤلف آلان كين توماس – Alan ken thomas حوالي 250 شاهدا مأثورا من أبرز ما نشر لستيف جوبز في حوارات ومقابلات ومؤتمرات شارك فيها، هو كتيّب صغير الحجم عميق المعاني، جدير بأن تطالعه وتحلل ما فيه، اشتمل على مفاهيم عميقة لحياة رجل أخفق كثيرا ونجح أكثر، تحدث فيه بشكل واقعي لأبعد درجة، نافيا عن نفسه صفة الملائكية التي يلصقها فيه غالبية من تحدث عنه، رافضا لفكرة نجاحه كفرد، رابطا كل خطوة خطاها بعمل الفريق وهنا مكمن السر… لا أزيد… وأنصح به كثيرا 🙂
ملاحظة: الكتيب منشور بالعربية لدار النشر العبيكان وقام بترجمته “معين الإمام” مع بعض التحفظ في نقل بعض المعاني للعربية إذ أثرت الترجمة سلبا وقللت من قيمة بعض المقولات، وزادت من غموضها.
——————————————————————————-
- 5) سما… مشروع جديد وتجربة جديدة!
سما… هو الاسم التجاري الجديد لفرع خدمات التصميم والطباعة ضمن شركتنا “مجموعة حدبون للخدمات والتجارة” Hadboune Group، والتي تأسست عام 2006 ولها خدماتها وفروع ومشاريع أخرى سترى النور مستقبلا إن شاء الله، وهي الشركة التي أعمل بها كمدير للتسويق.
وبهذه المناسبة أريد أن أبين نقطة هامة وهي أن أي طلبات التصميم تأتيني شخصيا عبر بريد المدونة أو حسابي في الفيسبوك تتم تحت هذا الإطار، فلست أعمل لحسابي الشخصي، وأشكر ثقة كل من يراسلني من حين لآخر طالبا مني تصميما ما، أرجو التفهم بارك الله فيكم 🙂
شعار “سما” فرع خدمات التصميم والطباعة في Hadboune Group
Comments (6)
مدونة جميلة
والى الامام بانتظار المزيد
صارلك مدة ما كتبت كتابات شخصية اخي جابر، اكتب هكذا بشكل دوري، فبعد كل شيء المدونة مدونة جابر ولابد أن اسمع لما لجابر ان يقول من آراء شخصية مباشرة دون التحليل والإستنباط
المهم
رحم الله موتاكم وأدخلهم الله فسيج جنانه ورزقكم وأهلهم الصبر والسلوان
بخصوص الكتب، هل تدلني على مكتبات تبيع كتب غير مترجمة بلغتها الأصلية الإنجليزية -لا ابحث عن الفرنسية، الإنجليزية فقط- ؟
وفقكم الله في عملكم
مدونة رائعة
بانتظار جديدك اخ جابر
اعجبني كتاب ستيف جوبز
شكرا على التدوينة
كلمات جميلة
دمتم بود
شكرا على التدوينة