تتوفر في السوق العديد من فرص الاستثمار وتبدو كعروض متنافسة تجذب إليها الباحثين عن صفقات ومشاريع واعدة ينمّون من خلالها أموالهم، ويحققون أرباحا طالما حلموا بها.

صاحب الفكرة يحمل في ذهنه آفاق فكرته، يحاول ترجمتها لوعود مغرية بأسلوب يحرّك في المستثمر رغبة خوض التجربة معه، ويضعه في صراع بين عاطفتين تتجاذباته بشدة.

القلب يدفعه للإقدام بناء على حدس وارتياح، لكن العقل يرسل بحزم إشارات التحفظ وعدم التسرع لغياب مؤشرات ومعطيات مقنعة ومنطقية، فيبقى في حيرة من أمره، أيقرر أم ينتظر، أيُقدِم أم ينسحب، والوقت يمضي حينها ولا ينتظر.

يحدث العكس كذلك، فيؤدي العقل دور الناصح بعقد الصفقة، ويمسك القلب زمام التردد والتحفّظ، إلى أن تظهر النتيجة ويزاح الستار، فإما ارتياح وإما حسرة، ولا ينفع الندم حينها إن تمّ القرار.

في المراجع، وما قد تم تأليفه في الموضوع ما يدعو إلى استعمال مؤشر ارتياح القلب بشكل معتبر فيما يتعلق بقرارات الإقدام وركوب أمواج المغامرة في مجال الاستثمار.

كما يمنح للعقل مكانته ودوره لكن بدرجة أقل، وذلك باستقراء التجارب وبسبب غياب الصورة الكاملة للمشروع، وتعدد المتغيرات من حوله، وكثرة المجاهيل في المعادلة، مما يجعلنا نقرّ كل مرة بأن الاستثمار ليس علوما دقيقة.