يتفاعل الإنسان في محيطه ويتعامل مع من حوله بمبدأ تبادل المنافع والمصالح، مادية كانت أو معنوية، آنية أم آجلة، شخصية أم مهنية، هو يخفق في بعضها، ويحسن التصرف في البعض الآخر، وبعد كل تجربة يتعلّم ويزداد حذرا أو إقداما.

من بين العلاقات ما يتأسس بالمال والتعامل به كوسيط في مشاريع وصفقات استثمارية، علاقة مؤقتة مهما طالت، تبدأ بحاجة الطرفين لبعضهما وتوقّع الآمال والأحلام، وتنتهي بالحسنى أحيانا، وبالخصومات والخلافات في حالات كثيرة، حتى صارت لغة التحذير متعلقة بهذه المواقف بدل التشجيع والترغيب.

هل صار المال حقا سببا للشقاق والاختلافات؟ ومصدرا للمشاكل بدل أن يكون حلا لها؟ لو كانت الظاهرة عامة لاعتقدنا ذلك دون تفكير، بينما نرى نماذج من واقع الحال تحكي مواقف مشرفة وعلاقات سادها التفهم رغم عدم التفاهم من حين لآخر.

لا ننكر ميل الإنسان غالبا للغة السلم في حالته المريحة، وانقلابه فجأة للبحث عن إنقاذ نفسه فقط كلما اشتدت الظروف حوله، هي نزعة تفضح السلوك سريعا مادامت المؤشرات رقمية متعلقة بالمال، واختبار صعب من يسقط فيه أكثر ممن يجتازه بثبات.

الامتثال للأمر الإلهي في الكتابة والإشهاد بين المتعاقدين قد يقلل الصدمات قليلا، لكنه لن يحلّ المشكلة نهائيا في غياب حد أدنى من الأخلاق والإيثار والتحلي بلغة العقل، وإلا فسيستمر النزيف، ويتواصل الظلم، وتبقى سمعة العلاقات المالية في أسفل الدركات.