يقرأ الكثير منا قصص النجاح لغرض الامتثال والاقتداء، وهذا هو المفترض في القضية، إلا أن هناك صنفا آخر وأخشى أن يكون هو الغالب ممن يقرأ لأهداف لا تتجاوز الانتشاء والإحساس بنوع من الرغبة في التألق نظريا دون تحرك أو فعل، وهنا مكمن الخطر، إذ تجده يتحدث عن انتصارات وهمية لو أنه قام بكذا وكذا، ولولا ظروفه لحقق الكثير…

هذا هو التأثير العكسي لهذه القصص، والمحذور الذي تحدثت عنه في [مقالة سابقة] يجعل من الإنسان كائنا منفصم الشعور، فهو في كلامه شخص وفي فعله شخص آخر، يغرقك بالنظريات ولكنك لا ترى منه خطوة تذكر، فما هو الخلل يا ترى؟

الفعالية هي أصعب مرحلة بعد الاكتفاء من التفكير والتخطيط، فالعيش في عالم من الأحلام والأفكار المجردة ظاهرة مرضية، والخوض في الواقع دون تأمل وتفكير كذلك خلل يستلزم إعادة النظر، بينما السبيل الأمثل يتحقق في الموازنة بين الجرعات، فالاطلاع ضروري والنزول للميدان اختبارا للمكاسب والمدارك مؤكد.

نصيحتي لأصدقائي القراء بعدم الإغراق في مطاردة أسباب نجاح الغير وإهمال رسم مسار نجاح خاص يكون أملا ومثالا للغير، فما فازوا بمعجزة علينا ولكن في أمورهم نظام.