سمعت كثيرا فيما مضى عن أشخاص يقضون أيامهم ولحظات حياتهم في ظروف صعبة، يترقّبون الخطر من كل زاوية وفي أية لحظة، سمعت هذا وقرأت عنه، لكنني في كل مرة أعود لحياتي السعيدة الهادئة من حولي ناسيا غافلا، إلى أن دارت الدائرة، وحان الدور…

فعلا عشت وأعيش ومن معي أياما عصيبة مرة، إلا أن الأجمل فيها ذلك الأمل المترامي المتفشي من حولي، فقد رأيت بأم عيني تلك الحماسة في أشخاص قاسوا مرارة أحداث صعبة بأجسامهم وحواسهم، إلا أن خواطرهم وأنفاسهم وأرواحهم تقاوم بابتسامة وتطلّع وطموح عجيبين، هنا أيقنت أن الإيمان والصبر وبعد النظر يهزمان كل قوة شريرة، فالإنسان روح لا جسد…

تجاوز المحن لا يأتي إلا بعزيمة قوية، والإنسان سيد ذاته إن أراد بها انكسارا وانهيارا وجده، وإن سما بها لما هو أفضل بلَغه… فكن بأخلاقك الراقية وقيمك السامية وفكرك السديد عذبا طيبا، ودع عنك ما يحزنك ويثنيك عن الإقدام، فهي حياة واحدة تعيشها وتمضي بعدها كما مضى من قبلك وسيفعل من معك ومن بعدك…