كثيرا ما ترددت للمضي في الفكرة، إلا أن قوة دافعة ذاتية وأخرى خارجية تجعلانني دائما في مواجهة التحدّي والعزم على اقتحام مجال التأليف، فبعد أن جمعت أكثر من 200 مقالة في مختلف المواضيع صرت أمام فرصة لإعادة رصّها ومعالجتها حتى تستوي كتابا وتتجسد مؤلّفا، بعدما حملتها مدوّنتي لفترة من الزمن، وكان ذلك فرصة لاختبار مدى صحتها ومقاومتها للنقد والمستجدات التي طرأت من بعدها.

هو حلم صرت أترقّب خطواته بشغف، فتارة أتقدم وأخرى أتردد، ولكن في الأخير اهتديت إلى إنجازه، فالحمد لله أولا لكل من كان لي عونا في الاستشارة والتصحيح والمراجعة، فليس الأمر هيّنا في استصدار مجموعة محاولات في الفكر والحياة كانت مستورة في العالم الافتراضي والآن أنشرها ورقا لا يمكن أن يخفى على أحد.

لست ممن يهوى حرق المفاجآت، لذا فلن أخبركم بالمزيد من التفاصيل، سأترك الأمر سرّا حتى يخرج الكتاب من مرحلته الأخيرة، حتى العنوان أدعه كذلك، كل ما في الأمر أن هناك كتابا لي في الأفق… أترقّبه كما تفعلون، ويحملني الفضول لاكتشافه أكثر كما يبدو على محياكم… فانتظروا إني معكم من المنتظرين…