نعتقد ونسلّم ابتداء بحكم ثقافتنا وفكرنا أن الأسرة نواة المجتمع الأصيلة، كل ما ينميها فهما ووعيا يسهم في نمو المجتمع، وكل ما يسيء إليها ويعيب سيرها يؤثر بشكل مباشر على سير الحياة الاجتماعية.
تكوين الأسرة على مهارات الحياة، وتنشئتها على ما يقوم به هذا العصر من مقومات فرضت عليه ميلا نحو النزعة المادية وذوبانا في مفاهيم عابرة للحدود فيها منافع للناس وإثم كبير، مفاهيم تسربت من خلال المداخل المعرفية والإعلامية المتاحة المتعددة.
من بين المهارات أو الفنون العصرية ما يصطلح عليه بالثقافة المالية، وفن تسيير الميزانية المنزلية، وإدارة الموارد لمواجهة الالتزامات اليومية والتحديات المستقبلية للزوجين والأبناء، خاصة مع انحسار مساحة المجانية من عدة مجالات كانت لوقت قريب تمنح بشكل تراحمي دون مقابل.
بث مفاهيم الاقتصاد في النفقة، وعدم التبذير، والبعد عن الإسراف، وفهم الفروق الجوهرية بين ذهنية الاستهلاك والإنتاج، وبين الكمالي والضروري، وخطورة الدَّين، وقيمة الادخار والاستثمار، والتحكم في زمام النفس باقتناء الأهم والصبر على ما تشتهيه تأديبا لها وتربية، لا لمجرد الفقد وغياب المقابل.
حاجة الأسرة لفقه المال يفوق حاجتها للمال، وإن نشأت الأجيال على وعي وفهم صحيح، فلا خوف حينها من فقر ولا فاقة.