… زارت امرأة من قريبات زوجها بيتهم الجديد، وكان آخر لقاء بينهما منذ وقت طويل، وبالضبط في موعد ولادة ابنتها الأولى، لكن الأصداء الطيبة منها وزوجها وبناتهما كانت تصل إلى الضيفة باستمرار…
لما دخلت المرأة البيت صالت وجالت فيه بنظرها وخيالها فوجدته مرتبا أنيقا يحكي جهود زوجة صالحة متكاملة، ولما لم تجد إلا ما يسرّ ويشرّف، ومع تعامل الزوجة الراقي في حسن استقبالها بأجود ما عملته بأيديها من حلويات وإكراميات، خاصة وقد زادت من حيرة الضيفة لما سألتها عن مصدر ستائر البيت الراقية وأفرشة غرفة الاستقبال فأجابتها بكونها من إبداعها…
هنا تنهدت الزائرة وهمست للزوجة المضيافة بابتسامة ماكرة وكأنها تبوح لها بسر ضاق في صدرها: آسف لحالك سيدتي كونك لم تردي جميل زوجك سوى بثلاث بنات رغم أنه يستحق طفلا على الأقل فالسعادة الحقيقية فيه، فاحذري زوجك لأنه لا محال يفكر في بديلة عنك…
قالتها وهي تهم بالخروج معتذرة عن الإزعاج… خرجت تاركة وراءها زوجة قلقة حائرة تملّكتها جبال من الحيرة…
حيرة من خبث المرأة وحقدها، دون إنكار قلق جديد مما قالته الضيفة اللئيمة!
فصل من فصول رواية لم تنشر بعد!
————-
هو مشهد من وحي الواقع وليس خيالا…
- المقالة منشورة في مدونة أمل وفكرة