يقرأ الإنسان عن أماكن كل خير، ويرد إليه منها ما هو مشرف ومحفز، فيعقد العزم على زيارتها، ويشد الرحال إليها آملا حالما عله يحظى ببعض مزاياها، لكنه بعد المشاهدة واختبار التجربة عن قرب يجد نفسه أمام لوحة فنية تجمع التباين في ألوانها، وتحوي التناقض بين جنباتها، بين إنسان سعيد وآخر شقي رغم البيئة الرغيدة، وفئة محظوظة وأخرى محرومة تعاني بين أضواء الثراء والبذخ.

نعود بعدها لنتأمل بيئة أخرى توصف بكل معاني السوء والخمول، فنجد فيها إنسانا سعيدا فعالا منتجا رغم كل شيء، يقوم بدوره مقتنعا به، ويؤدي واجباته مؤمنا بأدائها فضلا عن غيره ممن شابه البيئة وتأثر بها.

هنا نجد أن الظروف الخارجية للإنسان ليست منفصلة عن راحته النفسية الداخلية بشكل تقني، وليست متعلقة به بعلاقة استلزامية رقمية، فبيده القرار أن يرقى، وبيده أيضا أن يهوي ويشقى، فهو سيد الموقف لو أراد وهو الضحية الأولى إن تقاعس وتخاذل ولا منزلة بين الحالتين.

الفرق والفارق هو في اكتشاف الذات، وإدراك الدور المنتظر، والوعي بالسياق الذي يعيش ويتفاعل فيه، فالحياة قاسية لمن لا يتعلم دروسها ولا يفهم إشاراتها!

رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير