تجرنا حوارات ومواقف لنقارن ونبرهن تفوقنا وخيريتنا على حساب غيرنا أفرادا كانوا أو مجتمعات أو حتى أماكن وأزمنة، وهذه فطرة بشرية وملكة طبيعية فينا لأننا كإنسان يغرينا الخلود معنى وفكرة، ويحرجنا أي مؤشر لتراجعنا كونه مؤذن بأفولنا لا محالة.
بينما يحدث الخلل عندما يكون منهج إثبات الأفضلية غير متعلق بالمميزات والمنجزات وإنما بأخطاء الغير وعيوبه، أي بمنطق: فلان سيء إذن أنا جيد!
هكذا تصبح المنافسة على مستوى متقدم من الرداءة، وتقاس الفعالية بأدنى المعايير وأقلها درجة، يموت الإبداع ويعلو صوت المسميات والممتلكات من وسائل وأشياء فتخبو الفكرة وتذوب تماما.
سوء أداء الغير لا يشفع في أدائنا ولو كان أفضل منه، فهو لم يسقط لأنه هو كشخص أو مؤسسة وإنما لأفكار وآليات تبناها بإرادة منه أو دونها، وإن سلكنا سبيله فستكون النتيجة واحدة وربما أسوأ.
الحكيم من قارن أداءه وواقعه بأفكاره وأحلامه، وأمسه بيومه، ويومه بغده.
رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير