في حديث مجالسنا نتحاور، وبين ثناياه نتبادل الرؤى ونصف الأحداث والظواهر، فنتعمق تارة ونطفو للسطح تارة أخرى، هدفنا أن نخطو خطوات نحو الأمام، ووجهتنا أن نتجاوز وضعا سئمناه ومللناه.

الملاحظ أن الحلول تنساب بغزارة من رأي هذا ووجهة نظر ذاك، حتى أنه يخيل للسامع أحيانا أن الخلاص والنجاة هما قاب قوسين أو أدنى، فلماذا تتكرر نفس القصة في كل مجلس والوضع لا يبرح مكانه بل يزداد سوءا أحيانا؟

ربما لا يعدو الأمر أن يكون كسلا وخمولا عن التحرك نحو الوجهة السديدة، إذ لا تكفي الحركة وإنما يجب أن يتحقق السداد، وربما كذلك هو انتظار للمبادرة من الغير، لما يتصور أنه واجبه وهو حق ذلك المتكلم.

الكلام ممتع إن صاحبته نكت وطرائف واستغرق صاحبه في وصف الحل مستعينا بزاده المعرفي وخبرته في الحياة، لكنه مؤلم أشد الألم إذا لم تلازمه فعالية ولم تسبقه وتليه.

رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير