يبدأ الإنسان حياته بالسؤال، يسأل عن كل شيء، حتى يمل من حوله أحيانا منه فينصح بالصمت تارة ويرغم على عدم الفضول تارة أخرى، فيكبر وتكبر معه أسئلته وإشكالاته رغم كل شيء.

وبعد مرحلة معتبرة من التلقين يجد ذلك الإنسان نفسه مرة أخرى في مواجهة عادته القديمة من التساؤلات المكثفة، فتغزو عقله أسئلة تزداد عمقا وحرجا كلما تقدم خطوات في سبيل حلها، إلا أنه في هذه المرحلة قد دخل مرحلة الرشد عمريا، رغم أنه لم يصل بالضرورة للرشد فكريا.

الفرق بين أسئلته الأولى والأخيرة أنه لم يكن مطالبا في البداية ببذل الجهد قبل المسارعة إلى طرح أسئلته مهما بدت سطحية وبسيطة، إلا أنه عند كبره صارا ملزما ببذل جهد معرفي معتبر قبل البوح بأسئلته خاصة إن تبعها بآرائه كافتراضات ومقترحات.

كن سؤولا في كبرك كما كنت في صغرك لكن بحكمة، حكمة تقتضي البحث والاجتهاد في الاطلاع على أجوبة سابقة قبل الإقدام، وإلا تهت وتاه من خلفك من يتبعك ويتابعك!

رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير