يحيا الإنسان حياته ويمر فيها بتجاربها مغتنما إن أحسن الاغتنام، غير أنه لا يختار سبله ولا ينتقي كل مساراته بالضرورة، فيضطر لدخول أنفاق لم يكن ليقرر دخولها لو كان الأمر كله بيده.

ولعل من أصعب اختبارات الحياة المساس بالحرية مهما صغر أو كبر ذلك المساس، ففطرة الإنسان تقدس الحرية وتجعلها من أولى الأولويات، حرية منضبطة تحفظ الحقوق وتضمن العيش لغاية ومقصد كبير.

السجن والغربة مدرستان يبتلى بهما الإنسان، إذ تكون دروسهما قاسية جدا، تهتز فيهما الكثير من الاعتقادات، وتتمحص العديد من التصورات، فإما نجاة وإما سقوط في الدركات.

لم يضمن أي منا حياته ومستقبله ولن يفعل هذا أبدا، والحكيم من اعتبر بتجارب غيره، واستعد لنوائب الزمن، فلا مأمن ولا خلاص فيها إلا بإذن ولطف من الله عز وجل.

رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير