تعلّم اللغات الأجنبية أمر مهم إن لم أقل ضروري، فالملاحظ أن كل صاحب لغة يهتم بلغات أخرى، مما جعل الثقافات تتلاحم، والمعارف تتكامل، وإن جئنا لما تعارفنا عليه وألفنا فنجد العربي يتهافت ويحرص على اكتساب لسان إنجليزي طليق، أو إتقان لكنة فرنسية أو غيرها…

لكن ماذا عن اللغة العربية؟ فهناك طلب كبير على تعلمها وإتقانها لأسباب عدة، لعل أهمها المسلمون الأعاجم حيث يحاولون إتقان اللغة بغرض التفقه في الدين أكثر، وتلاوة القرآن وفهمه، أو معتنقي الإسلام حديثا، أو الباحثين في الثقافة والتاريخ والسياسة ممن تهمهم قضايا العرب.

لهذا الغرض تم تأسيس مشروع “المدرّب العربي” وهو موقع على شبكة الأنترنت تولدت فكرته منتصف عام 2010م وبدأ النشاط فعليا في آخره، ليكون على شكل منصّة تربط من يريد تعلم اللغة العربية بمن يعلّمها ويدرّبها، حيث التدريب بمقابل مادي ينال الموقع منه نسبة معينة عن كل جلسة تدريب.

لا يخلو المشروع من صعوبات ومطبّات لاقاها مؤسسوه لعل أهمها ما تعلّق بكفاءة الإطار المدرّس، وكذا تقديم الضمانات حول عمليات الدفع والتعاملات المالية بين الطالب والمدرّب، وغيرها من الأمور التي كان مردّ سببها أساسا لكون الفكرة جديدة لا توجد لها أمثلة كثيرة في سوق النت العربي، مع ذلك لازال المشروع يحقق أهدافه بثبات نرجو له المزيد إن شاء الله.

أما عن شكل الموقع وألوانه، فيغلب عليه البساطة وهذا أمر جميل أن يستثمر في مثل هذا النوع من المشاريع، إلا أني أجده يحتاج لعمل أكبر، ليكون جذابا أكثر من ناحية الألوان المستعملة، وبالنسبة للشاشة فهي مقسمة إلى قسمين رئيسيين أولهما للمتعلّم والثاني للمدرّب، وهو أمر مناسب جدا أعتقده يخدم مسار الموقع وفكرته، ثم إلى لغة الموقع حيث كانت بالانجليزية وهي كذلك فكرة سديدة انطلاقا ونظرا لمكانة اللغة وقيمتها في أسهم الأنترنت، مع أن هذا لا يمنع أن نرى توسّعا للمشروع بلغات أخرى في ما يأتي لاحقا.

وللعلم فإن مشروع المدرب العربي قد دخل منافسا في أكثر من مسابقة للمشاريع الريادية لعل أبرزها مسابقة “إم آي تي MIT Arab Business Plan Competition” حيث نال فيه “المدرب العربي” المركز الثالث من بين 1800 مشروع مشارك من كافة أنحاء الوطن العربي، بذلك حقق اهتماما كبيرا من المستثمرين ورواد الأعمال العرب وتوقعوا له نجاحا ومستقبلا باهرا إن شاء الله.

مستقبلا يعتزم أصحاب المشروع إطلاق خدمات جديدة فيه بين الحين والآخر، مع تحسين أدائه كل مرة ووفق نصائح وملاحظات مستخدميه ورواده، مع إضافة أقسام أخرى وفق خطة توسعية منها ماهو قيد الدراسة.

يتألف المشروع من فريق نشيط على رأسهم الأخ “سعيد الفقيه” كمدير تنفيذي، و”عماد المسعودي” كنائب مدير، و”محمد المصعبي” كمدير تسويق، ويعتبر من أفضل المشاريع الريادية العربية التي بدأت ولا تزال بصبغة التحدّي.

في الأخير أدعو كل من يجد في نفسه القدرة والكفاءة على تعليم اللغة العربية أن يكون مدرّبا في مشروع “المدرب العربي” ولا يطوّر اللغة ولا يعلي من شأنها ومستواها غير أبنائها، كما أرجو أن يكون المشروع مثالا يقتدى به، ويحقق طموحاته وطموحات مشتركيه ممن يود تعلّم اللغة والإحاطة بها، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

للاتصال بالأخ سعيد: alfagieh@arabiccoach.com
لتصفح موقع المشروع: http://www.arabiccoach.com