منذ ظهور شبكات التواصل الاجتماعي ظهرت معها عدة انحرافات سلوكية، وطفت للسطح تصرفات سلبية.. مثلا بات إعلان التضامن مجرد موضة أكثر منه كمبدأ أخلاقي، وصار الانسياق الجماعي وتتبع الموجات منطق الكثيرين تحت مسميات عديدة أبرزها النضال والتغيير.. كحق أريد به باطل..
في اختيار التخصص والوجهة في الحياة، تأخذ الإنسان معايير كثيرة، تجعله يقدم ويؤخر، يعز ويذل، يصنف بعضا منها كأولوية وحلم جميل ويستبعد البقية، إلا أن هذه المعايير لا تخضع بالضرورة لما يلبي مصلحته ويوافق ميوله ومكتسباته ومهاراته، بل يعتبر فيها رأي الناس والذوق العام، والخيارات الغالبة السائدة.
منذ بدء عهدي بمعرفة الناس وعقد اللقاءات معهم، وكلما سافرت وعاشرت، وكلما اكتشفت شخصا جديدا أو كتابا أو مرجعا رقميا، ضمن نسق بحثي أو سعيا في حاجة ومقصد مهني عملي إلا شكّل ذلك منعرجا وفتحا نحو آفاق جديدة لم تخطر على البال.
خلق الله الإنسان فأحسن خلقه وهداه السبيل ليكون شاكرا أو كافرا، ومنحه عديد الصفات التي يشترك فيها مع كل الناس، كما اختصه ببعضها ليمتاز بها بدرجة متفاوتة مقارنة بمن حوله. هذا الاختلاف في المدارك والمواهب ينتج اختلافا في التصورات والسلوك، مما يوافق صنف من الناس غيره ويخالف صنف آخر فيظهر التباين وتحدث الاختلالات، فهنا على […]