زارني صديق ذات يوم وكنت في شوق لاستقباله في المطار كعادتي مع الأحباب، وبينما كنا في طريقنا إلى البيت وأثناء الحديث عن ظروف رحلته منذ لحظة انطلاقه إلى الوصول،
عندما نعجب بالغرب وشيء من الشرق كبيئات خصبة تحفز الإبداع، ولا تدفن المواهب، فإننا لا نصف الوضع فقط، وإنما نقر بشكل أو بآخر أننا بحاجة إلى أن نخطو خطوات معتبرة لنلحق بركبهم، ونحظى بمكانتهم..
لم يكن المجتمع يوما بيئة مسالمة حاضنة للإبداع والتجديد والتحسين، بل عانى الأوائل كثيرا من أقرب الناس إليهم، ونالوا منهم الأذى، وذاقوا على ألسنتهم كل ألوان القذف والتشكيك والاتهام بالعمالة تارة، والمكيدة تارة أخرى..
كلما حلّت نسمات شهر رمضان الكريم لوّحت بعض وسائل الإعلام بسيف الاستهلاك محذّرة مخوّفة، حتّى صوّرت الشهر مصيبة تحلّ بالناس لتمتصّ أموالهم، وتردي بهم لمهالك الفقر والحاجة، وللأسف فما حيلة الإنسان الخاضع لسطوتها إلا الانقياد والرضا بالأمر الواقع…
يحكى أن مجموعة من القنافذ كانت تعيش في إحدى البراري، تقضي أيامها وحياتها كغيرها من الحيوانات إلا أن ما كان يميّزها نوعا ما هو أسلوب الحياة الفردي الذي كانت تنتهجه، فكل قنفذ يفكّر لوحده، يعيش لنفسه، ويتدبّر أموره شخصيا، إلى أن جاء يوم واجتاحت المنطقة موجة برد مفاجئة، أصابتها بالأذى الكبير، بل حتى قد مات […]