نحمد الله حمدا كثيرا أن بلّغنا هذا اليوم، ويسّر لنا هذه اللحظات لنقف وقفة في ذكرى عزيزة علينا هي يوم العلم، ويوم انطلاقة موقع مزاب ميديا الثقافي منذ 5 سنوات، هي وقفة للتقييم، ولتجديد العزم نحو المزيد، وقفة نتأمل فيها ما مضى، لنرسم بها ما يأتي إن شاء الله، وقبل ذلك لابأس من تناول بعض المحطات الخاصة من مسيرة الموقع المباركة…
تأتي الذكرى الخامسة في وقت عصيب تمرّ به بلدتنا الطاهرة، نسأل الله الفرج القريب، وتحلّ علينا الذكرى أيضا ونحن في عمق رسالتنا نؤديها بكل ثبات وإقدام، جاعلين نصب أعيننا وصية حبيبنا وقدوتنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم إذ قال: “إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل” وما مزاب ميديا وما حوى سوى فسيلة نقوم على رعايتها ومعاهدتها، نسقيها بالفكر النيّر وبث الأمل، بالكلمة الطيبة والقول الحسن.
فالشكر لله عز وجل أولا وآخرا، ولكل فريق العمل ممن كانت لديه بصمة وإسهام في هذا المنبر الثقافي الهادف، ولا يمكن أن أمرّ دون ذكر حبيبنا الغالي، وفقيدنا العزيز إبراهيم بن بكير حواش رحمه الله، فقد كان مؤسّسا يوم انطلق الموقع، وسندا لفريق العمل قبل خمس سنوات، ولازال مرابطا فيه حتى وفاته، فنرجو أن يكون مزاب ميديا من الصدقات الجارية التي تركها تسبّح بحمده، فاللهم ارحمه واغفر له وأسكنه جناتك جنات النعيم.
الشكر لكل مؤسسة تعاملنا معها، وكل كاتب شرّفنا بمراسلة لنشر مقالة أو خبر أو إعلان أو تقرير، ولكل من طلبناه لحوار أو مقابلة فلم يردّنا وكان مستجيبا حاضرا، ولكل ناقد وملاحظ وناصح وموجه، نشكركم جميعا فأنتم وقود المسيرة لنواصل الفتوحات الفكرية والإعلامية إن شاء الله، ونداؤنا ملحّ لكل الأقلام المبدعة بالالتحاق بنا ومراسلتنا، فما أحوجنا للكلمة الطيبة التي تحيي النفوس وتوقد فيها جذوة المعنى، وحرارة الوعي.
تسائل ويتساءل الكثير ممن يتابعنا ويطّلع على منبرنا الثقافي باستمرار عن التوجّه والمسار، فسبيلنا واضحة إن شاء الله بالكلمة الطيبة أساسا وقاعدة وأرضية لمنهجنا الإعلامي، والصدق في المعلومة، والإخلاص في الفكرة، والإنصاف في الحكم، فلا ننشر إلا ما يزيد للقارئ معرفة وفائدة واستفادة، مجتهدين قدر المستطاع على بث الأمل، فالأمل عملة صعبة نراهن على التركيز عليها.
مزاب ميديا هو منبر ثقافي يجمع بين مختلف الأبعاد من محلي ووطني وعالمي في انسجام وتناغم، ويحوي في وعائه العديد من التخصصات المترابطة المتماسكة، فإن كان القارئ رب أسرة وجد ضالته، وإن كان طالب علم لقي ما يفيده، وإن كان صاحب عمل وشركة رأى ما يجيب على كثير من إشكالاته، وإن كان إنسانا يهتم بالأفكار بعيدا عن التشخيص والتشييء فبإذن الله سيسرّ بما يقرأ ويطّلع…، فالموقع قبلة الجميع، ووجهة السائلين والمجيبين على حد سواء.
كما نؤمن أن مزاب كمنطقة جزائرية ثرية ثقافيا وحضاريا وفكريا، إذ تحتاج منا لنبرزها أكثر، ونعرّف عليها بشكل أفضل، فما تحويه ليس ملكا لها فقط، إنما هو دَين علينا لنبلّغه وندلّ البشرية عليه، ومن هنا نحيي المبادرات المماثلة لمناطق أخرى من الجزائر لا تقل جمالا وثراء من مزاب، ونشد على يد كل من نوى الخير وسعى فيه، ونتعاون ونتكامل في سبيل خدمة جزائرنا الحبيبة والإعلاء من شأنها في شتى المحافل والمناسبات.
فنّيا حاولنا إضفاء صبغة جديدة منذ أشهر بتجديد حلّة الموقع كليا، استجابة للتحديثات التقنية الجديدة في عالم الإنترنت، ولا زال العمل جاريا في هذا المنحى لأننا نؤمن أن وعاء الفكرة لا يقل أهمية عن الفكرة ذاتها، فأفيدونا بملاحظاتكم وانطباعاتكم، وأشيروا علينا بأفكاركم ومقترحاتكم، وكلنا آذان صاغية لكم إن شاء الله.
أما عن لغة الأرقام فقد تطور الموقع ولله الحمد كثيرا، وبعدما كنا نتحدث عن العشرات والمئات والآلاف صرنا حاليا إلى عشرات الآلاف شهريا، وحوالي 100 دولة من العالم، ورغم كل هذا فالأرقام لا تهم كثيرا ما لم تحمل معها صدق المعنى، وروح الفكرة، فجهدنا منصبّ على هذين البعدين دون إغفال لقوة الانتشار وسعته، وربما سنعلن بعضا من المؤشرات من حين لآخر في صفحتنا على الفيسبوك.
أما عن شعار الموقع “لأن الكلمة الطيبة صدقة” فقد ارتحنا إليه وآمنا به، ورأينا في ظله وأثره منهجنا وسبيلنا، ولا أجمل ولا أفضل من قول حبيبنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم منهجا وسبيلا، فالأمانة ثقيلة فعلا، والمشوار لازال طويلا، فأعينونا بقوة، وكونوا لنا سندا ودعما، ليمتد هذا الخير ويعم البشرية وينفع الإنسانية، فرسالتنا عالمية لا تحدها حدود، ولا تسدها سدود.
في الأخير نسأل الله تعالى أن يثبتنا بالقول الثابث في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويلهمنا رشدنا، ويسدد خطانا، ويشدّ أزرنا، فالفضل له أولا وآخرا، نتقرّب إليه بأعمالنا الصالحة وندعوه القبول، فطوبى لمن خلقه الله للخير وأجرى الخير على يديه، اللهم اجعلنا ممن أجريت وتجري الخير على يديهم. آمين يارب العالمين.
بمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيس موقع مزاب ميديا
جابر صالح حدبون