لازالت ميساء (*) المحبوبة تلهمنا حتى بعد أن فارقتنا، لازال طيفها يحوم حولنا بما تركته من جميل الأثر في كل من حظي بها معرفة أو عشرة أو رفقة أو حتى لقاء عابر..
ذلك الشعور الخاص الذي يجعلنا نتأرجح بشدة بين الخوف والرجاء، تتبادر لأذهاننا سيناريوهات ونستغرق في رسم احتمالات وافتراض قرارات بناء عليها.. لا تفصلنا سوى أيام أو ساعات لنقف أمام الحقيقة التي تزيل الشك.. وحينها نكتشف أننا تمادينا في الهم والاهتمام.. أو قصرنا فيه.. ونادرا ما تكون هناك منزلة بينهما..
أجمل تلك المناسبات ما أخذت طابعا خاصا، واكتست حلة مميزة، ولو تأسفنا حينها وتألمنا إذ لم تسر ظروفنا كما تمنينا، إلا أننا بعد سنوات نستحضر تلك الذكريات بكل متعة نحكيها ونرويها..
فرصة سعيدة ومناسبة مفاجأة تلك التي حظيت بها في زيارتي إلى اسطنبول بعد عام كامل من الغياب عنها، وذلك عندما قمت بالبحث عن أهم الفعاليات التي تجري هذه الأيام لأظفر بتصدر معرض الكتاب أهم أحداث هذا الأسبوع..
اهتز العالم فجأة على وقع نكبة أخرى تضاف لعشرات النكبات التي يعيشها إنسان هذا الزمن يوميا لحد التعود والإلف، لا يمكنني الحكم سريعا باختلاف هذا الزمن عن سابقه وما سيأتي بعده، لقلة زادي ولانهيار ثقتي بحاملي الأخبار وناقلي الروايات.. إلا أنني أحاول معالجة القضية من زاوية غير التي شاعت في وسائل الإعلام الخفيفة والثقيلة.