لكل مشروع مساره الأولي ثم بعد ذلك يبدأ في وضع الإجراءات بعد تأكد نجاعتها.. ورسم المسار وفق عدة متغيرات مثل البيئة وفريق العمل وحجم المشروع والأهداف المنشودة منه في الآجال القريبة والمتوسطة والبعيدة، وهو ما يصطلح عليه بالمرحلة صفر / T0..

أثناء العمل تأتي الكثير من المقترحات والأفكار، فنفترض نجاحها بتجربتها، إذ لا يمكن الحديث عن خطوات صائبة دون معرفة فعاليتها عند غيرنا، ثم عندنا.. وليس بالضرورة أن نجرب كل الخطط أو الوسائل أو آليات العمل الموجودة في السوق، لأن هذا سيكلفنا الكثير من الوقت ومن المال..

نحن مطالبون باستعمال ما يتوفر بين أيدينا من موارد لتحقيق النتائج المالية من خلالها، وهذا يتطلب شجاعة في التفكير وفي القرار، وذكاء في اتخاذ المسار الأنسب واستخدام الوسيلة الأكثر احتمالا لتحقيق الهدف، وهو ما يتطلب التجربة تلو الأخرى حتى نكتشف الخلطة السحرية السرية.. وهو البيزنس مودل الذي ينتج لنا البيضة الذهبية.

منهج المحاولة والخطأ مطلوب جدا في المشروع لكن لا يجب أن يكون على حساب القدرة المالية والبشرية المتاحة، المطلوب فيه هو تراكم التجربة بالتقييم وعدم القفز إلى تجارب جديدة قبل ذلك، وإلا تسرب الملل إلى فريق العمل، وتملكته الحيرة و الضياع، وبالتالي يسقط في العبثية فتغيب النتائج.

كل قرار وخيار يعتبر استثمارا يستلزم تكاليف وينتظر منه نتائج، ومن الخطأ أن نتسرع في تنفيذ كل ما هو جديد من باب التجربة ونحن بذلك نفتح الكثير من الأقواس مرة واحدة سيصعب علينا إغلاقها.. بل نبني درجات سلم المشروع خطوة خطوة وما تأكدنا منه نحفظه ونحافظ عليه إلى أن تأتي فرصة أخرى لتحديثه وتطويره بعد أن نتأكد من حاجتنا لذلك.. ومن قدرتنا أيضا على فعل ذلك..