كلما زاد صدى مشروعك وقمت بجهود تسويقية في التجارة الإلكترونية فيما يتعلق بحسابات شبكات التواصل الاجتماعي، اعترضتك بعض الإشكالات والتحديات التي عليك التعامل معها يوميا، مثل الذباب الإلكتروني الذي تحدثنا عنه في حلقة سابقة.
هناك صنف سيء جدا يتخذ من نجاحات الآخرين وجهودهم فرصة له ليتفنن في ركوب الموجة من خلال التعليقات على الحملات الإعلانية ومحاولة اصطياد الزبائن دون تعب ولا بذل جهد، وهو تصرف لا أخلاقي يقوم به الهواة ولا يحققون من ورائه شيئا.
إذا كنت صاحب الحملة الإعلانية التي أنفقت عليها مالا وقمت بتصميم فكرتها ومحتواها بشكل احترافي، وبحثت وتعبت عليها كثيرا قبل أن تنزل بها للميدان، فعليك أن تقوم بحذف كل تعليق من نوع “تعال إلى الخاص عندي سعر أفضل” وما يدور في ذلك المعنى، وحظر صاحبه دون الدخول معه في نقاش ولا جدال، فمشروعك أهم من تضييعه مع هؤلاء.
أما إن كنت ممن يصطاد الزبائن من حملات غيره فاعلم أنه تصرف لا أخلاقي قد تجني منه القليل لكن اعلم فقط أنك كالفطريات لن تدوم طويلا، وستجد نفسك دائما في متاهة التقليد بينما الناس يبدعون ويحاولون ولو أخطؤوا فقد حازوا شرف التجربة واستفادوا منها.
التجارة عموما ليست صفقات آنية ولا تحقيق مبيعات لحظية، إنما هي مهارات تقنية وفنية وأصول وقيم وأخلاقيات، ومن أدرك هذا المعنى وعمل عليه سيحقق الكثير، أما من يرى غير ذلك فسيجني الكثير من السراب والخيبة وسيملأ مجموعات الفيسبوك بتعليقاته المحبطة التي يشتكي فيها فشله!