كلما تراكمت الخبرات والتجارب والعلاقات في مشاريعنا، نجد أنفسنا أمام عدة خيارات، وفرص، واحتمالات، ولأن الكثير منها مهم وضروري وحتى عاجل، فإن وقت اتخاذ القرار يكون قصيرا، لذلك نحن ملزمون باتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب وتنفيذه بالطريقة الصائبة، مثل اختيار الموردين والمنتجات والمجالات وشركات التوصيل.. إلخ
العمل بمبدأ السرعة والمرونة في مشروع التجارة الإلكترونية لا يجب أن يؤدي بنا إلى التسرع والتهور، أو بناء الأحكام والفرضيات على أسس عاطفية ترتكز على الحدس والحظ فقط، بل هناك قواعد ومناهج علينا اتباعها مثل التخطيط المسبق، والتشاور مع فريق العمل، ووضع مواعيد محددة لتنفيذ الخطط والقرارات..
التمكن من ضبط وتيرة النمو أيضا عامل مهم جدا لتقييم الأداء واكتشاف نقاط القوة ومكامن الضعف الفردي والجماعي، ولتشخيص البيئة أكثر وفهم آليات الاستفادة من ظروفها سواء كانت صعبة أو ميسرة، وإلا دخلنا في كومة من المهام والانشغال والضوضاء دون نتائج مرضية، وهكذا نتعب ونفضل الانسحاب رغم أن النجاح أقرب منا مما نتصور.
يمكن استثمار تلك الوفرة في تكوين تنافسية فعالة بين كل الخيارات المطروحة، وهذا ما يأتي كنتيجة منطقية للعمل بالمعايير، والاختيار على أساس قوي من الأسباب، وكلما ابتعدنا عن المزاجية واللامعيارية في اتخاذ القرارات كنا في مأمن بعيدا عن الفشل.
إدارة الوفرة أصعب من إدارة الندرة، وأكثرها كلفة وخسائر، لأننا في حالة الندرة بين خيارين أن نفعل أو لا نفعل، ومهما كان القرار فالتكلفة قليلة، لكن في إدارة الوفرة نختار بين هذا وذاك.. والقرار في كلا الحالتين يكلفنا الكثير من الموارد التي نستردها مع الأرباح في حال النجاح، ونخسرها في حال الفشل.. ويبقى كل شيء وارد.