لازالت ميساء (*) المحبوبة تلهمنا حتى بعد أن فارقتنا، لازال طيفها يحوم حولنا بما تركته من جميل الأثر في كل من حظي بها معرفة أو عشرة أو رفقة أو حتى لقاء عابر..
ذات يوم طلبت أن تقرأ كتابا وهي الشغوفة بالمطالعة، ومن حظي حينها أن جاء الدور على كتابي حقيبة سفر.. تقرأه في البيت وحتى في أوقات نزهتها.. تصورتها تغوص فيه مستمتعة، تتصفح أوراقه ومقالاته، تطرح أسئلتها، وتسجل ملاحظاتها، تطلق العنان لخيالها وطموحها، ممنية نفسها السفر ذات يوم.. سفر للسياحة والاستكشاف لا للألم والعلاج..
مرت على فصوله الأولى التي كتبت فيها أهم خطوات السفر وإجراءاته التقنية والفنية، ثم انطلقت تقرأ عن المدن والمذكرات واحدة تلو الأخرى.. إلى أن وصلت إلى آخر محطة في حياتها.. فصل رحلاتي إلى تركيا (الصفحة 73)..
تركيا لأول مرة.. هو عنوان المقالة.. إلا أن قراءتها لم تدم طويلا بل انتقلت مباشرة إلى عيش التجربة بنفسها.. وقد وضعت فاصل قراءة ورقي جميل يؤشر لها لآخر صفحة وصلت إليها.. فكانت تلك رحلتها لأول وآخر مرة..!
ميساء في الجنة ترفل قريرة العين تنتظر بشوق كل قادم إليها.. نسأل الله أن يجمعنا بك في رحمته، ويمنح لنا شيئا من روحك البريئة وأخلاقك العالية..
(*) عن ميساء؟
“ميساء” الجميلة الملاك المبتسمة غادرت حياتنا من اسطنبول لترتاحي للأبد بعد معاناة مع المرض..
لا أنسى ابتسامتك البريئة كلما التقينا.. ذكية محسنة راضية تبادرين للتحية ولا يقطر لسانك إلا عسلا.. راقية في تعاملك.. أنيقة في مظهرك.. غادرتنا.. وسيبقى طيفك اللطيف خالدا في أذهاننا.. في ذاكرة أبنائنا.. في كل من رآك..
تعازي الخالصة لكما إدريس وسلمى.. ولكل عائلتي الكريمة.. ملتقانا هناك في جنات النعيم.
توفيت في إحدى مستشفيات اسطنبول في رحلة علاج عن عمر 10 سنوات يوم: 19 نوفمبر 2021