ثغور المجتمع وجبهاته ومراكز التأثير فيه لم تكن يوما ذات لون واحد، ولا يمكن الوصول إليها من باب واحدة، ولا يتسنى لنا الإحاطة بها من خلال نظارة واحدة، ولا يتاح الترشح إليها بسيرة ذاتية واحدة.. كل ميسر لما خلق له في مقامه ومستواه وفق فهمه والمطلوب منه.
الهمز واللمز والطعن من الظهر للمخلصين والخيرين من شباب المجتمع من باب الغيرة وحماية الدين والحرص على الشريعة المثالية والنهي عن المنكر كلها ممارسات يسقط فيها عن غفلة أول مرة.. ثم عن جهل ثانية.. ثم عن بلادة في المرة الثالثة والعاشرة.. من يتخذون غالبا منهج الحفظ لا الفهم.
التعامل مع الملفات الثقيلة والسعي في سبيل معالجة القضايا المصيرية للمجتمع يمر عبر مسالك لا يدرك حقيقتها إلا من ركب المصاعب واختار خوض معارك مع الحلفاء والخصوم في آن واحد.. وقليل نادر من يصبر ويتحمل.. هي مسارات ضرورية تؤخذ كـ “باقة” و “كيت” ولا يمكن الانتقاء فيها إلا بحكمة بالغة ومهارة نادرة.
لا أعني بهذا ألا نقدم ملاحظاتنا ولا نمارس النقد.. ولكن فقط علينا أن نفعل ذلك ونحن مخلصون في النصح، متواضعون في محاولة الفهم، أما التبرأ والقذف والرمي في كل اتجاه، فلا فائدة تجنى منه سوى المزيد من التشنج والمعارك التافهة في قاع الحياة، والله لم يأمرنا بهذا مطلقا.
لا يمكنك أن تقدم أية إضافة نوعية، أو أن تكون مؤثرا بشكل فعال في المجتمع إذا كانت زاوية نظرك إليه فقط كما تبدو صورة المقال.
الله ربنا جميعا