شعور الغربة عن الوطن، ثم العودة إليه بعد طول غياب، من بين أكثر التجارب الإنسانية خصوصية وحميمية.. لحظات قد يعيشها أي منا بأسلوبه الخاص، وينظر إليها بمنظاره الخاص.
نشعر حقا أن حياة الكثيرين ممن عرفنا قد تغيرت، تحسنت أو ساءت، تسارعت وتيرتها تارة، وتحولت مساراتها تارة أخرى، بينما هناك دائما من هو محتفظ بنمط عيشه راض به، أو مرغم عليه.
نكتشف أن الجمال الحقيقي يكمن في تلك العلاقات الصادقة المختصة، لا في الأشياء التي نملكها أو نفقدها، ولا في المصالح المغرية التي تجمعنا أو تفرقنا.
نعترف أن الحياة ماضية في سبيلها، سائرة في دربها بنا أو دوننا، لم نكن فيها يوما محورا أصليا، أو مركزا أكيدا.
نلتقي من حرمنا منه مدة طويلة، ونحن محظوظون جدا أن يسر الله لنا اللقاء، ونبكي فراق أحباب سبقونا لدار الحق حالت بيننا وبينهم المسافات.
بمناسبة أيام جميلة حظيت بها في الجزائر، وقد حان موعد الرحيل مرة أخرى لأجل غير معلوم.. سلامي لتلك الأرض الطيبة.. ولكل من وطئتها قدماه، أو ووري ثراها.