ما إن اقتربت الحافلة من محيط الملعب حتى بدت الخيمة العملاقة وظهرت الحشود مجددا، سيارات وأعلام من كل اتجاه، وهي كثافة سكانية غريبة على قطر، مشهد لم يسبق مطلقا أن شوهد مثله كما أخبرني عدد من أصدقائي، طيلة كل السنوات التي عاشوها هناك.
قبل حوالي نصف ساعة من بداية المباراة كنت قد وصلت إلى مقعدي كما هو مبين في تذكرة المباراة، كان الموقع رائعا جدا ومناسبا لمشاهدة الملعب والمقابلة بوضوح، حولي الجماهير التونسية والقليل من الجزائريين، في صورة جميلة راقية من الروح الرياضية العالية دون تمييز ولا أي حواجز.
أجواء الملعب احتفالية تدل على قوة التنظيم، حيث إن المقابلة هي جزء من موعد الاختتام وليست كل شيء، بتكريم العديد من المساهمين في إنجاح الحدث، كمصممي الكأس، وبعض الشخصيات، تحت هتافات الجماهير وتفاعلهم، خاصة عندما دخل أمير قطر تميم بن حمد إلى الملعب وهو يشاهد بعينيه نتيجة كل تلك الجهود ابتداء من وضع حجر الأساس لبناء هذه التحفة المعمارية التي تستضيف نهائي كأس العرب، وهو بذلك قد سجل عدة أهداف في أكثر من مرمى حتى قبل أن تبدأ المباراة.
لاحظت في الملعب وجود الكثير من المشاهير والمؤثرين وشخصيات شبكات التواصل الاجتماعي، وهم ينقلون أجواء المباراة لمتابعيهم كل بإبداعه وطريقته، حتى أفضل من الكثير من القنوات الإعلامية العريقة بكل عتادها وفريقها وخبرتها، إلا أن الموازين تنقلب والمفاهيم تتحول والوسائل تتغير ولا تنتظر ولا تحابي أحدا.
مرت المقابلة سريعة في بعض فتراتها، وبطيئة جدا في فترات أخرى، وعمت الفرحة الجمهور الجزائري والكثير من الجماهير والجنسيات الأخرى التي كانت لنا سندا ولولاها لكنا مجرد نقاط متفرقة في أرجاء المدرجات مقابل سيطرة اللون الأحمر التونسي بشكل شبه مطلق، مع تحمس البعض أكثر مما ينبغي في التشجيع، لكن تمريرة العقب لبونجاح ثم هدف سعيود أخرصا الجميع..
أجمل المشاهد وأكثرها شاعرية لحظات التتويج وتلك التفاصيل الدقيقة الاحترافية من المنظمين، بجودة الصوت والإضاءة، وكذا لحظات مشاركة اللاعبين الفرحة مع أبنائهم، وسط أجواء احتفالية رائعة في المدرجات وخارج الملعب، ليسدل الستار بعدها على كأس العرب بذكرياتها وجمالياتها، ويعود الجميع لحياتهم بروح جديدة ونفس جديد..
هذه مجرد خواطر سريعة حول الحدث، بينما هناك الكثير من التفاصيل التي لم أرد تناولها هنا.. إلى لقاء قادم.. ومواضيع أخرى.. تقبلوا مني كل التقدير والاحترام.