حينما تتسع لدينا دائرة المجهول، وتضيق مساحة المعلوم، وحينما تتعقد الخطوط، وتتشابك الخيوط.. وحينما يلف الغموض أركان زوايا كانت لفترة طويلة من الواضحات.. حينما تتناثر علامات الاستفهام..

حينما لا ندرك تفاصيل الأمور، ولا نفقه خبايا الأحداث.. ليس علينا سوى التمسك بالحق مجردا كفكرة، وعلى نصرة المظلوم وتأييد القضية بمعالمها الكبرى دون الدخول في متاهات التأويل والتصنيف بناء على عواجل القنوات، ومقتطفات وقصاصات وكالات الأنباء وغرف الأخبار الوظيفية المنحازة..

رحم الله من علمنا منهج الوقف أو الوقوف، وربانا على عدم الانسياق والانجرار والتحمس والهتاف فقط لأن الناس يهتفون.. وعلى ألا نمنح لأحد الحق في تحديد وتعيين عدونا أو صديقنا.. المعيار الوحيد هو الحق الذي نؤمن به ونعتقده ولا شيء غيره..

في الأزمات والمعارك والحروب هناك من يعمل حقا لأجل القضية ويتحمل في سبيل ذلك العنت والمشقة في أقسى آلامها وأحلك ألوانها.. وهناك من تأخذه الأهواء وتهوي به الظنون فيتخاذل ويتحامل..

التفاصيل هنا تُفقد الوجهة.. وتسرب الشكوك.. وتعطل البوصلة!