مع تصاعد حمى الانتخابات، وظهور بوادر الشحن والتشنج المعتادة للأسف ولو أنها أكثر حدة في بعض المناطق مقارنة بغيرها، وماهي سوى عجلة الزمن في حركيتها ودورانها وفق سنن كونية، وكأننا نستذكر مراحل ماضية كنا قد شهدناها أو سمعنا أو قرأنا عنها.
على ذكر القراءة والمطالعة، تساءلت كل مرة عن مدى الرصيد السياسي المعرفي الذي اكتسبه ويكتسبه كل طامح للترشح لمنصب بلدي أو ولائي أو برلماني، وهل هناك وقت للقراءة والاطلاع على سير ذاتية وتجارب سابقة تنير له الطريق وتمنحه مفاتيح التعامل مع الوقائع والمكائد والحلفاء والخصوم.
دعنا من القراءة وهي التي تحتاج نفسا طويلا وتركيزا وذكاء ونباهة في استلهام النموذج والمنهج وعدم التقيد بتفاصيله وأعراضه، ولو كانت التجربة أمريكية أو تركية أو سنغافورية دون التعذر ببعد النموذج وخلل المقارنة.
أقول دعنا من القراءة ولنتساءل عن المشاهدة، وهنا أذكر على سبيل المثال سلسلة “شاهد على العصر” التي تبث على قناة الجزيرة وبالخصوص الحلقات العشرين التي استضاف فيها الإعلامي أحمد منصور رئيس الوزراء الماليزي الأسبق د. محمد مهاتير.
السلسلة شيقة فعلا تناول فيها الضيف بكل تواضع وواقعية ملفات كثيرة وثقيلة وفيها من العبر والفوائد ما يفيد أي شخص له طموح سياسي ونية للتغيير وقابلية للتعامل مع الوضع القائم والدهاء مع القوى المهيمنة والذكاء والمصابرة مع النيران الصديقة وطعنات الظهر.
بعيدا عن تمجيد الرجل أو إطلاق أحكام سطحية عنه وعن بلده، لنحاول أن نكتشف صعوبة العمل السياسي وتعقيده وتداخل مفاهيمه وتصادم المصالح والمبادئ وقساوة الخيانة ومرارة التخاذل فيها.
الفكرة التي أود الوصول إليها، بقدر تعمقك ستتألق وتنجح ولو بعد حين، وبقدر سطحيتك وسذاجتك ستخيب وتندم ولو بعد حين، بغض النظر عن إخلاصك وصدق نيتك!
على الجانب: في الصورة المرفقة، يمكنك تغيير كلمة “العالم الإسلامي” بدائرة انتماء أخرى.. وسيبقى المعنى صحيحا.