قبل أيام وبينما كنت في مكتبي رن هاتفي باتصال من شخص قدم نفسه على أنه جزائري قد وصل مضطرا إلى مسقط قبل أسبوع من إحدى الدول الأوروبية.. سألني عن المدينة وظروف العمل والعيش فيها بما أنه ينوي الاستقرار هنا إذا وجد الفرصة المناسبة..

اليوم زارني في المكتب وروى لي معاناته في الأشهر الأخيرة من تداعيات وباء كورونا وفقدان وظيفته ثم قرب انتهاء مدة صلاحية إقامته هناك مما يعرضه للبقاء في وضعية غير قانونية “حراق”.. وفوق كل ذلك إغلاق الحدود في الجزائر، وبيع رخص الدخول بأسعار خيالية كرشوة يطلبها الانتهازيون..

سألته عن سيرته الذاتية فوجدته حاملا للدكتوراه في مجال تخصصه، وله مشوار مهني معتبر، ومن كلامه وأسلوبه تظهر فيه علامات التمكن والرسوخ، فهو حقا من الكفاءات الجزائرية التي تفخر بالجلوس إليها ولو لبضع دقائق..

أخبرني أنه ترك أهله وأبناءه هناك وهم يواجهون مصيرا مجهولا مع انتهاء صلاحية إقامتهم، وهو يبحث هنا ويطرق الأبواب بحثا عن نصف وظيفة لو وجدت.. وفي كل ذلك يقول لي.. رغم كل معاناتي أنا في حال أفضل من آلاف الجزائريين الذين فقدوا كل مدخراتهم ودخلوا في حالة من الديون وتعقدت حالتهم الاجتماعية والمادية.. وبعضهم يطرق أبواب التشرد بعد سنوات من العز والرخاء.

هو يروي قصته ويفضفض لي معتذرا كل مرة إن كان يزعجني.. وأنا أسرح بخيالي في استحضار كمية القهر والظروف القاسية التي يعيشها مواطنو القوة الإقليمية مشردين في بقاع العالم وسط تجاهل واضح وتمييز صارخ من السلطات في الجزائر في قبول من يمكنه الدخول والخروج حتى أصبح البلد أشبه بسجن كبير..

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من بيده الأمر.. من أسال دمعة عالق.. وحرمه من أهله وبلده ومصالحه.. وفي كل مبرر شامت.. “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.

#من_حقي_ندخل_بلادي

#افتحوا_الحدود