في حوار مع صديق عزيز وهو ممن يلقي دروسا ومحاضرات في المساجد والمناسبات، طلب مني أن أقترح له المواضيع وحتى الأسلوب الذي يمكن أن يعمل عليه ليقدم محتوى قيما متجاوبا مع فئته المستهدفة، فقد أحس منهم نوعا من الملل، وشعر هو كذلك كأنه يقوم بشيء شبه روتيني.
قال لي ممازحا: أعطني البديل عوض النقد المستمر.. وقد صرت أتخوف من سهامك كلما راسلتك “على الخاص” بعد كل مناسبة قدمتُ فيها درسا هنا أو هناك، أخبرته أني متابع لسلسلة وثائقيات رائعة ومهمة وأتمنى دائما وأرجو أن يقوم بتبسيطها والعمل عليها أحد الأساتذة المحاضرين ويقدم من خلالها محتوى مسجديا قيما وهادفا، كما فعل ويفعل بعض الرائعين منهم.
وثائقية دي دبليو من القناة الألمانية الشهيرة، تطرح مواضيع مثيرة، وخبايا كثيرة معاصرة لا يدركها إلا القليل، والأجمل فيها أنها تضع المشاهد في مواجهة مباشرة أمام مسؤولياته في اتخاذ قراراته من تبني الأفكار أو رفضها بعدما تمنحه بعض المعطيات المفتاحية، مع نسبة لا تنكر من التحيز لنموذجها المعرفي، فالترشيح والفرز ضروريان على كل حال.
لذلك طلبت من صديقي تكييف هذه الوثائقيات وترشيح أفضل ما فيها لتقديمه مع شروحاته هو كوجبة خفيفة الأسلوب، عميقة المعاني والتأثير إن شاء الله، وشخصيا أعمل على ذلك من خلال قناتي الفتية في يوتيوب.
تحية لفريق عمل هذه السلسلة الشيقة لاحترافيتهم وإتقانهم، وتحية لكل داعية وواعظ ومحاضر مخلص يسعى للتحسين وخدمة رسالة المنبر القيمة بمحتوى رصين إبداعي أصيل، بعيدا عن الابتذال والتحامل والدراما وأسلوب المحفوظات!