قامت صفحة “أخبار غرداية” في فيسبوك مشكورة بمبادرة جميلة يوم الخميس 06 جانفي 2022، وهي لفتة تكريمية لوالدي الحبيب حفظه الله، بنشر نبذة مختصرة عن حياته والتنويه بأهم إنجازاته وخصاله، وهذا نص المنشور:

الأستاذ الشيخ “صالح بن أحمد بن صالح حدبون”

ولد في 5 ماي 1951 بغرداية، أمه فاطمة بنت الحاج صالح خطارة

قد يعجز التعبير عن وصف شخصية وهبت حياتها للمجتمع والوطن .

تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة غرداية وفي مدينة غليزان، ثم انتقل إلى القرارة ليتدرج في معهد الحياة بعدما حفظ القرآن الكريم، وكان طالبا مجتهدا وشغوفا بالمطالعة.

اختاره الشيخ بيوض رحمه الله، ليكون ملازما له وكاتبا ومطالعا ومرافقا لمدة 10 سنوات من عام 1971، تخللتها عامين من الخدمة الوطنية في الغرب الجزائري، ثم عاد إلى مهمته ثانية إلى يوم وفاة الشيخ بيوض رحمه الله يوم 14 جانفي 1981 بعد لحظات من جلسة مطالعة لكتاب: “موسوعة أخلاق القرآن” ج5 للدكتور أحمد الشرباصي.

بعدها كلّف بطلب من مشائخ وادي مزاب ليتولى رئاسة “دار البعثات العلمية البيوضية” وقام بذلك باقتدار وإخلاص لمدة 33 سنة من (1981 إلى 2014)، مرت على يده أجيال وأجيال من الطلبة من مختلف أنحاء الوطن ومن الخارج (تونس، ليبيا، مالي، عمان، تنزانيا..)، مربيا حنونا ومرشدا حكيما لهم وللكثير من الغرباء واليتامى والمستضعفين، شعاره “لا ندرسكم لتكونوا جميعا علماء، ولكن لتكونوا كلكم صالحين”، وعاشت “البعثة” معه أزهى عصورها، وأدخل في فترة إدارته عدة تحسينات وتحديثات على مبناها وغيرها من الأوقاف التابعة لها، بما وفر ظروفا أفضل للطلبة من أكل وشرب وإقامة، وتكوينا تربويا روحيا ثقافيا أدبيا من خلال “لقاء الجمعة” و “منبر الخميس” حتى أضحت البعثة ميدانا للمواهب واكتساب المهارات في الخطابة والمسرح والإنشاد وتحمل المسؤولية، فضلا عن التكوين الأكاديمي المعرفي في معهد الحياة.

موازاة مع “دار البعثة” ساهم الشيخ حدبون ببصمات واضحة في تهيئة منتزه الطلبة “المشروع” وقام بتحويله من أرض جرداء إلى جنان وارف الظلال، بحملات التطوع المنظمة مع الطلبة، وبسخاء المحسنين فيه تقبل الله منهم، حتى صار الآن وجهة تقصدها المنظمات الكشفية والجمعيات من مختلف المدن لقضاء مخيمات وخرجات فيه.

كان للشيخ حدبون صالح الفضل في إرساء أولى قواعد إمامة الشباب “إروان” لصلاة التراويح في مختلف المصليات في كل أنحاء الوطن، وهو من أطلق سنة حميدة بتنظيم حفل تتويج حفظة القرآن الكريم كل عام منذ الثمانينيات من القرن الماضي ليكون بمثابة عرس تشهده القرارة سنويا، يحج إليه الجميع من مختلف ولايات الوطن.

في بداية الألفينيات اقترح على الشيخ عدون رحمه الله أن ينتقل الطلبة إلى مبنى جديد بعدما ضاقت بهم “دار البعثة” وصارت الحاجة لمرافق أفضل وأكثر راحة، فتم تكليفه من المشائخ بالعمل على فكرة بناء صرح “مشروع الحياة” رفقة الشيخ الناصر المرموري رحمه الله، ونخبة من الرجال المخلصين الأوفياء، إلى أن تم تدشنه بفضل الله عام 2009.

الشيخ حدبون عضو فعال في حلقة العزابة منذ 1992، وواعظ مرشد في المساجد والمصليات، وهو من امتاز بمواضيع الشباب، يوصي دائما بمنحهم الثقة، وتهيئة الظروف ليبدعوا ويكونوا فعالين في المجتمع.

قام الشيخ حدبون بتأليف كتابين “افتتاحيات” عام 2018 وهو تجميع للافتتاحيات التي كان يحررها في مجلة داخلية الحياة، ثم كتاب “حياة مع القرآن” عام 2019 يروي فيه نبذة عن مسيرته مع الشيخ بيوض رحمه الله.

أستاذنا الفاضل جدير بالتنويه والتكريم والتقدير والاحترام لمزاياه المتعددة في المجتمع والوطن

نسأل الله أن يبارك في عمر شيخنا، ويحفظه ويمتعه بالصحة والعافية.