عندما تسافر في إحدى الرحلات التي تتطلب توقفا في مطار “ترانزيت” قبل الاستمرار إلى الوجهة النهائية، هناك نصيحة مهمة عليك التنبه إليها، خصوصا إذا كان المطار كبيرا، وهي زيارتك الأولى له، فقد تضيع رحلتك الموالية، وتدخل في متاهات تعديل التذكرة، والحيرة على الأمتعة واحتمال فقدها، وانتظار أوقات إضافية في أروقة المطار وهو ما كدت أقع فيه ذات مرة.
أول ما عليك فعله عندما تنهي إجراءات الدخول إلى محطة الرحلات المحولة Transfer، هو التوجه إلى شاشات عرض الرحلات، والتأكد من رقم رحلتك والبوابة التي يتم الصعود منها إلى الطائرة، وأي مسار تسلكه للوصول إليها، فقد يتطلب الأمر مشيا على الأقدام فقط، وقد يتطلب التنقل بالحافلة، أو بالقطار، وعليك التأكد من الوقت المستغرق للوصول في الوقت المناسب وغالبا ما يكون 20 دقيقة كأقصى حد، قبل موعد الإقلاع.
بعد التأكد يمكنك التنزه في أرجاء المطار، والدخول إلى محلات السوق الحرة، سواء العطور، أو الذهب، أو الإلكترونيات، أو الملابس، أو الشيكولاطة الفاخرة، أو مناطق الاستراحة والترفيه، والمطاعم والمقاهي، وأحيانا تقام فعاليات تستحق المشاهدة والاكتشاف، وذلك حسب حجم المطار وإبداع القائمين عليه في تسييره واهتمامهم بالجانب الترفيهي للتقليل من حالة الملل والتوتر التي تميز المسافرين غالبا في منطقة الركوب.
لماذا علينا التأكد أولا من البوابة؟ لأننا قد لا نشعر بالوقت وبالتالي قد نضيع رحلتنا، أو قد يتم تغيير البوابة في أية لحظة، وهنا أنصح بتنزيل تطبيق المطار أو شركة الطيران ومتابعة المستجدات فيها، لأن المطارات تختلف في درجة الجدية والاحترافية في التواصل مع المسافرين، وبعضها قد يلغي الرحلة نهائيا أو يدمجها مع رحلة أخرى، وهي مسؤولية مشتركة كذلك مع شركة الطيران.
هنا عليك كمسافر أن تعرف حقوقك جيدا، وتطالب بالخدمات الإضافية في حال كان وقت الانتظار بين الرحلتين طويلا، كالحصول على وجبة مجانا، أو إمكانية الدخول لإحدى صالات نادي الامتياز، أو أن يحجزوا لك فندقا تستريح فيه بينما أنت في انتظار رحلتك القادمة، ولا تتوقع دائما أن يعرضوا عليك الخدمة من طرفهم.
أقول كل هذا وكنت حدث لي يوما أن وقعت في موقف محرج جدا، حينما رافقني شيخ كبير في إحدى الرفقات، وقد التقينا في الطائرة وسررت بصحبته، وعندما نزلنا في مطار الترانزيت وبحكم تجربتي السابقة في السفر مع هذا الخط، كان رقم البوابة في ذهني، ولكن المفاجأة أنه عندما اقترب موعد الرحلة توجهنا للبوابة لنفاجأ بألا حركة ولا مؤشر لوجود أية رحلة فيها، لا موظفين ولا مسافرين، وعندما اطلعت على الشاشة وجدت البوابة قد تغيرت، وهي في الجهة الأخرى من المطار، والوقت الذي نستغرقه في التوجه إليها بالكاد يكفينا للحاق بالرحلة.
كنا نجري حينها كالمجانين في المطار، والشيخ المسكين يتبعني ويجر حقيبته وهو يلهث من التعب، الحمد لله أن تأخرت الرحلة قليلا، وكنا آخر من يصعد للطائرة، ولكن كما يقال: ليس كل مرة تسلم الجرة!