تحدثنا في الحلقة السابقة عن مدخل عام حول مشروع أمازون “Merch” ولم أرد أن تكون المقالة طويلة مما ينسي آخرها أولها، فقد اختتمتها بمفهوم عنق الزجاجة الذي يعاني فيه الكثير من المشتركين ممن استبشروا بقبولهم وظنوا أنهم تخلصوا من المعاناة، إلا أنهم يقابلون بتحديات أخرى لا تقل مملا وضعوبة من تحدي القبول وخباياه وأسراره التي لازالت عصية على الفهم على الكثير لحد الآن.

عندما تم قبولي، وافتتحت حسابي وجدت أني ملزم بسقف ضيق جدا بنشر تصميم واحد في اليوم، وعدم نشر أكثر من 10 تصاميم في المجموع إلا بعد أن أحقق بعض المبيعات ويتم رفع التير “Tier” إلى 25 ثم 100.. إلخ كما هو مبين في الصورة المرفقة مع المقالة، وهنا بدأت رحلة البحث عن أفضل طريقة لاكتشاف النيتشات والترندات التي ستجلب لي المبيعات في الأسواق الثلاثة المتاحة في البداية: أمريكا وإنجلترا وألمانيا فقط، ثم بعدما حققت بعض المبيعات فتحوا لي أسواق أخرى هي: فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

جربت طريقة متابعة قنوات اليوتيوب ووجدت عدة اتجاهات وذهنيات في التعامل مع مارش بي أمازون، وتأكدت أكثر أن الأمر متعلق باستنتاجات وتجارب أكثر من كونه حقائق علمية وإجراءات مؤدية لتحقيق المبيعات بشكل دقيق، فأغلب اليوتيوبرز يعتمدون على تسويق أفكارهم العامة بشكل مجاني، بينما يقومون بدورات تدريبية مدفوعة تتراوح بين الأسعار المنخفضة والعروض المبالغ فيها بشكل كبير، وكما لا يخفى على الكثير، فأغلبهم يسعى لجلب المتابعين والمهتمين أكثر من حرصه على تقديم مادة جادة وفعالة، أقول هذا دون تعميم.

جربت كذلك الانضمام لمجموعات الفيسبوك الخاصة بمارش بي أمازون، ومجموعات تلغرام، فوجدتها تتراوح بين الجدية والعبثية حسب أداء الأدمن وكذا مستوى المنشورات، بين مجموعات تطرح إشكالات حقيقية ويتم فيها تبادل المعلومات والتجارب، وأخرى للشكوى والتذمر ومجرد بث الإحباط وتعليق الفشل بالآخرين، وقد جربت الكثير إلى أن أبقيت على مجموعة واحدة فقط.

هناك من ينصح باختصار الطريق واعتماد التطبيقات وملحقات Google Chrome المدفوعة والتي نجد التوصيات والتقييمات عليها عالية جدا، كما أن هناك من ينصح بالتسويق المجاني مع ما فيه من جهد خاص وحتى أوقات مضاعفة إلا أنها طرق فعالة لمن يملك مفاتيح تحليل البيانات واكتشاف الترندات والعمل على نيتشات نامية وهذا يتطلب مهارات خاصة بدءا باللغة، إلى الاطلاع على الشؤون العامة والتفاصيل اليومية لشعوب الأسواق التي توفرها أمازون.

أعتقد أن مشروعا مثل مارش بي أمازون مصمم بدقة لفرز المشتركين الجادين الذين يقدمون فعلا تصميمات إبداعية، فهو فضلا عن وضع فلتر دقيق جدا في قبول الحسابات، وضع نظام المستويات (التيرات) ولعل أهم نقطة تؤرق الهواة هي حقوق الملكية الفكرية والعلامات التجارية المسجلة، وهذا ما لا يقبل العبث فيه في أمازون، بدءا من التنبيهات والتحذيرات إلى إغلاق الحساب بشكل مباشر.

سأكتفي بهذا القدر.. ونواصل في حلقات قادمة الحديث عن خبايا وأفكار وملاحظات أكثر حول تجربتي الشخصية مع مارش بي أمازون.. وهي تجربة فتية لازالت في بداياتها..

على الجانب: أنصح بهذين المصدرين للمزيد من المعلومات، فقد استفدت منها كثيرا

* عزيز باشا

* Ryan Hogue